شهدت قاعة "المجاهد خليفة بن عسكر" في نالوت، صباح الثلاثاء الموافق 29 يوليو 2025، احتفالًا بهيجًا بمرور ثلاثين عامًا على تأسيس كلية التربية بنالوت، وتخريج دفعتها السابعة والعشرين تحت شعار "30 عامًا من العطاء المتواصل". جسّدت هذه المناسبة مسيرة حافلة بالإنجازات والعطاء التربوي الذي أسهم في نهضة المجتمع الليبي بشكل عام، ومدينة نالوت بشكل خاص. تأسس المعهد العالي لإعداد المعلمين بنالوت، والذي يُعرف الآن بكلية التربية، في العام الجامعي 1995/1996 بفضل الجهود المباركة لشخصيات قيادية، وهم: الأستاذ يوسف علي المقدمي (أمين التعليم في نالوت آنذاك)، والأستاذ علي خليفة البشباش (أمين اللجنة الشعبية بنالوت في تلك الفترة - رحمه الله)، والأستاذ رمضان يوسف عسكر الذي نسّق وتعاون مع اللجنة الشعبية العامة للتعليم العالي سابقا. تأسس المعهد بموجب القرار رقم (69) لسنة 1996م، واستمر بوضعه هذا حتى 1 يناير 2005م، حيث تغير نظام التبعية لتصبح جميع المعاهد العليا لإعداد المعلمين في المنطقة تابعةً لجامعة الجبل الغربي، تحت مسمى "كلية المعلمين بنالوت". في عام 2006م، تغير اسم الكلية إلى "كلية التربية" الذي نعرفه اليوم، وتتبع الكلية نظامًا دراسيًا لمدة أربع سنوات.
بدأت الدراسة في المعهد في العام الجامعي 1995/1996 تحت إدارة الأستاذ رمضان يوسف عسكر (1995-2000) ، بينما تولى الأستاذ موسى خليفة النامي منصب المسجل العام. توالى على إدارة الكلية نخبة من الأكاديميين المتميزين، وهم:
د. ناجي إمحمد بازينة (2000-2004)
أ. يحيى مسعود جرناز (2004-2011)
د. جمال علي مطاوع (2011-27 يوليو 2024)
أ. رياض سليمان جرناز (بداية من 28 يوليو 2024م وحتى تاريخه )
لقد أضحت كلية التربية بنالوت منارةً علمية أسهمت في رفد قطاع التعليم بكوادر مؤهلة، تاركةً بصمة واضحة في مسيرة التنمية والتقدم. تخرجت أول دفعة من طلابها في عام 1998، ومنذ ذلك الحين تواصل الكلية تخريج الكفاءات في مجالات حيوية.
تضم الكلية عبر تاريخها أقسامًا متنوعة، نذكر منها:
قسم الدراسات الإسلامية
قسم اللغة العربية
قسم اللغة الإنجليزية
قسم اللغة الفرنسية
قسم علم النفس
قسم علم الاجتماع
قسم الجغرافيا
قسم معلم الفصل
قسم التاريخ
قسم الفيزياء
قسم علوم الحياة
قسم الرياضيات
قسم الحاسوب
قسم الكيمياء
لم تقتصر الاحتفالية على تخريج الدفعة الجديدة فحسب، بل شملت مجموعة من الفعاليات الهادفة إلى تكريم وتقدير كل من أسهم في مسيرة الكلية ونجاح طالباتها. أقيمت الاحتفالية بحضور كوكبة من الشخصيات الأكاديمية والتربوية والاجتماعية، على رأسهم رئيس الجامعة، ووكيل الشؤون العلمية، والكاتب العام، وعميد كلية التربية بنالوت، وعمداء الكليات الأخرى، ومدراء الإدارات والمكاتب بالجامعة. كما شارك في هذا الحدث أولياء أمور الطالبات المتخرجات، وجمع غفير من أعضاء هيئة التدريس، وعدد من المدعوين، مما أضفى على الاحتفالية رونقًا خاصًا وحضورًا مميزًا.
على هامش الاحتفالية، جرى تقديم دروع التكريم لكل من السيد رئيس الجامعة، ووكيل الجامعة للشؤون العلمية، والكاتب العام، تقديرًا لجهودهم ودعمهم المتواصل للكلية. كما جرى تكريم المؤسسين، الأحياء منهم والذين وافتهم المنية، عرفانًا بجهودهم الرائدة في وضع حجر الأساس لهذه الكلية العريقة. ولم يغفل التكريم الطالبات الأوائل من الدفعة السابعة والعشرين تقديرًا لتفوقهن الأكاديمي واجتهادهن، والطالبات المشاركات والمتحصلات على تراتيب متقدمة في المسابقات على مستوى الجامعات الليبية، مما يعكس تميز طالبات الكلية في مختلف المحافل العلمية والثقافية.
تُعد هذه الاحتفالية محطة مهمة للتأمل في مسيرة الكلية على مدار ثلاثة عقود، وهي فرصة لتجديد العهد بمواصلة العطاء والتميز. إن تخريج الدفعة السابعة والعشرين هو دليل على استمرارية رسالة الكلية في إعداد جيل جديد من المعلمين والمربين القادرين على حمل راية العلم والمعرفة. ومع شعار "30 عامًا من العطاء المتواصل"، تتطلع كلية التربية بنالوت إلى مستقبل مشرق، مستلهمةً من إرثها العظيم لتواصل مساهمتها الفاعلة في بناء الإنسان والمجتمع.
تتقدم إدارة الجامعة والكلية بأجمل عبارات التهنئة للخريجات والمتحصلات على التراتيب المتقدمة في المسابقات، كما تقدر عاليًا جهود كل العاملين بالكلية منذ تأسيسها وحتى اليوم.